summaryrefslogtreecommitdiff
path: root/talermerchantdemos/blog/articles/ar/thegnuproject.html
diff options
context:
space:
mode:
Diffstat (limited to 'talermerchantdemos/blog/articles/ar/thegnuproject.html')
-rw-r--r--talermerchantdemos/blog/articles/ar/thegnuproject.html1074
1 files changed, 1074 insertions, 0 deletions
diff --git a/talermerchantdemos/blog/articles/ar/thegnuproject.html b/talermerchantdemos/blog/articles/ar/thegnuproject.html
new file mode 100644
index 0000000..0b73d35
--- /dev/null
+++ b/talermerchantdemos/blog/articles/ar/thegnuproject.html
@@ -0,0 +1,1074 @@
+<!--#set var="PO_FILE"
+ value='<a href="/gnu/po/thegnuproject.ar.po">
+ https://www.gnu.org/gnu/po/thegnuproject.ar.po</a>'
+ --><!--#set var="ORIGINAL_FILE" value="/gnu/thegnuproject.html"
+ --><!--#set var="DIFF_FILE" value="/gnu/po/thegnuproject.ar-diff.html"
+ --><!--#set var="OUTDATED_SINCE" value="2020-07-12" --><!--#set var="ENGLISH_PAGE" value="/gnu/thegnuproject.en.html" -->
+
+<!--#include virtual="/server/header.ar.html" -->
+<!-- Parent-Version: 1.86 -->
+
+<!-- This file is automatically generated by GNUnited Nations! -->
+<title>حول مشروع جنو - مشروع جنو - مؤسسة البرمجيات الحرة</title>
+<meta http-equiv="Keywords" content="جنو، مشروع جنو، البرمجيات الحرة، مؤسسة البرمجيات الحرة، التاريخ" />
+
+<!--#include virtual="/gnu/po/thegnuproject.translist" -->
+<!--#include virtual="/server/banner.ar.html" -->
+<!--#include virtual="/server/outdated.ar.html" -->
+<h2>مشروع جنو</h2>
+
+<p>
+بقلم <a href="http://www.stallman.org/"><strong>ريتشارد ستالمان</strong></a></p>
+
+<blockquote>
+<p>
+هذا المقال تم نشره أولاً في كتاب <em>المصادر المفتوحة (Open
+Sources)</em>. ريتشارد ستالمان لم يكن أبداً من <a
+href="/philosophy/open-source-misses-the-point.html">مناصري استخدام تعبير
+&ldquo;المصادر المفتوحة&rdquo;</a>، ولكنه شارك بهذا المقال في الكتاب المذكور
+ﻻعتقاده أنه من اﻷفضل أن تكون أفكار ورؤى حركة البرمجيات الحرة مذكورة في
+الكتاب عن أن تكون غائبة عنه.
+</p>
+<p>
+لماذا نؤمن أنه من اﻷهمية بمكان <a
+href="/philosophy/free-software-even-more-important.html">أن نصر جميعاً على
+أن تكون البرمجيات التي نستخدمها حرة</a>.
+</p>
+</blockquote>
+
+<h3>أول مجتمع لمشاركة البرمجيات</h3>
+<p>
+حينما بدأت العمل بمختبر الذكاء اﻻصطناعي بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا <abbr
+title="Massachusetts Institute of Technology">MIT</abbr> في العام 1971م،
+وجدت أنني صرت جزءاً من مجتمع يقوم بمشاركة البرمجيات، الشئ الذي كان متواصلاً
+في اﻷعوام التي سبقت التحاقي بالمختبر. لم تكن مشاركة البرمجيات مقتصرة تحديداً
+على مجتمعنا، بل كانت ممارسة قديمة قدم الحواسيب نفسها، مثلما أن مشاركة وصفات
+الطبخ قديمة قدم عملية الطبخ في حد ذاتها. غير أننا كنا نقوم بالمشاركة أكثر
+بكثير من غيرنا.</p>
+<p>
+كان مختبر الذكاء اﻻصطناعي يستخدم نظام تشغيل يعتمد مبدأ المشاركة بالوقت، وكان
+النظام يدعى نظام المشاركة بالوقت غير التوافقي <abbr title="Incompatible
+Timesharing System">ITS</abbr> (the Incompatible Timesharing System). كان
+قراصنة المبرمجين في فريق عمل المختبر (1) قد صمموا وبرمجوا النظام باستخدام
+لغة التجميع، على أجهزة ديجيتال <abbr title="Programmed Data
+Processor">PDP</abbr>-10، وهي من أضخم الحواسيب التي كانت موجودة في ذلك
+الوقت. وحيث أنني كنت عضواً في هذا المجتمع، ومبرمجاً في فريق عمل مختبر الذكاء
+اﻻصطناعي؛ فقد كانت وظيفتي تتطلب أن أقوم بتحسين هذا النظام.</p>
+<p>
+في ذلك الوقت، لم نكن نطلق على برمجياتنا لفظ &ldquo;البرمجيات الحرة&rdquo;؛
+وذلك ﻷن اللفظ لم يكن قد تم اختراعه بعد، ولكن هذا ﻻ يمنع من أن ما كنا نمارسه
+كان حرية البرمجيات. حينما كان المبرمجون التابعون لجامعة أخرى أو شركة مختلفة
+يرغبون في استخدام أو ترقية أحد برامجنا، كنا نسمح لهم بذلك. حينما كنت ترى
+شخصاً آخر يستخدم برنامجاً غير مألوف ويجذب ذلك انتباهك، كان بإمكانك أن تطلب
+من الشخص اﻵخر أن يسمح لك برؤية شفرة المصدر، حيث يمكنك أن تقرأها، وتقوم
+بتعديلها، ومن ثم تستخدم أجزاء منها لعمل برنامج جديد كلياً.</p>
+<p>
+(1) استخدام لفظة &ldquo;قرصنة&rdquo; بمعنى &ldquo;كسر اﻷمن&rdquo; هو خطأ
+شائع ترتكبه الوسائط اﻹعلامية الحديثة. نحن كقراصنة مبرمجين نرفض أن نعترف بهذا
+المعنى الخاطئ، ونصر على استخدام الكلمة بمعناها الصحيح والذي يعني أن القرصان
+هو شخص يجب البرمجة، أو شخص يستمتع بالذكاء المرح، أو شخص يمارس اﻻثنين
+معاً. يمكنك قراءة المزيد في مقالتي <a
+href="http://stallman.org/articles/on-hacking.html">حول القرصنة
+البرمجية</a>.</p>
+
+<h3>انهيار المجتمع اﻷولي</h3>
+<p>
+في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، تغير الوضع كلياً عما كان عليه، وذلك
+حينما قررت شركة ديجيتال Digital إيقاف تصنيع سلسلة حواسيب PDP-10. بينما كان
+التصميم راقياً وقوياً بما يناسب الستينيات، إﻻ أنه فشل في التوسع بما يلائم
+مساحات العناوين الضخمة التي صارت متوفرة في الثمانينيات. هذا كان يعني أن جميع
+البرامج التي تكون منها نظام المشاركة بالوقت غير التوافقي ITS قد أصبحت بالية
+وغير صالحة للعمل.</p>
+<p>
+كان مجتمع القراصنة المبرمجين بمختبر الذكاء اﻻصطناعي قد انهار قبل ذلك بفترة
+قصيرة. ففي العام 1981م، كانت شركة سيمبولكس (Symbolics) قد نجحت في توظيف أغلب
+القراصنة المبرمجين التابعين لمختبر الذكاء الاصطناعي، مما أدى ﻹضعاف مجتمع
+المبرمجين الذي صار عاجزاً عن المشاركة بنفس الطريقة السابقة. (إن كتاب
+القراصنة (Hackers)، من تأليف ستيف ليفي، يحوي وصفاً دقيقاً لهذه اﻷحداث،
+باﻹضافة إلى أنه يرسم صورة واضحة لهذا المجتمع في ذروة نشاطه). فيما بعد، حينما
+قام مختبر الذكاء اﻻصطناعي في العام 1982م بشراء جهاز حاسوب PDP-10 حديث، قرر
+المدراء استخدام نظام تشغيل المشاركة بالوقت من ديجيتال، والذي لم يكن حراً،
+عوضاً عن نظام ITS القديم.</p>
+<p>
+أجهزة الحواسيب الحديثة في ذلك الوقت، كجهاز VAX أو جهاز 68020، كانت جميعها
+تحوي أنظمة التشغيل الخاصة بها، والتي لم يكن أيها حراً: كان يجب عليك أن تقوم
+بتوقيع اتفاقية عدم إفشاء اﻷسرار لو كنت ترغب بالحصول على نسخة من البرنامج.</p>
+<p>
+كان هذا يعني أن أول خطوة يتوجب عليك القيام بها ﻻستخدام جهاز حاسوب هي أن تعد
+بأنك لن تقدم يد العون لجارك، بما يعني تحريم المشاركة في المجتمع. كان القانون
+الجديد الذي وضعه ملاك البرمجيات اﻻحتكارية هو: &ldquo;إذا قمت بالمشاركة مع
+جارك، فأنت إذاً قرصان. إذا كنت ترغب بإجراء أي تعديلات على البرنامج، يجب عليك
+أن تتوسل إلينا لنقوم بذلك.&rdquo;</p>
+<p>
+قد يتفاجأ بعض القراء من فكرة أن النظام اﻻجتماعي للبرمجيات اﻻحتكارية &mdash;
+وهو النظام الذي يفرض قانون عدم المشاركة وعدم تعديل البرمجيات &mdash; هو نظام
+ﻻ اجتماعي، كما أنه نظام ﻻ أخلاقي، وبالتالي فهو ممارسة خاطئة من أساسها. ولكن
+ماذا يمكننا أن نطلق على نظام يعتمد على تفريق الرأي العام، ويجعل المستخدمين ﻻ
+حول لهم وﻻ قوة؟ القارئ الذي يجد هذه الفكرة مفاجئة هو من اقتنع بأن نظام
+البرمجيات اﻻحتكارية اﻻجتماعي هو نظام مُسلّم به، أو هو من حكم على النظام
+باﻻعتماد على الشروط التي فرضها عليه أصحاب البرمجيات اﻻحتكارية أنفسهم. يمكننا
+أن نتفهم ذلك، فناشرو البرامج قد بذلوا الكثير من الوقت والجهد ﻹقناع
+المستخدمين بأن هناك طريقة واحدة فقط للحكم على هذه المسألة.</p>
+<p>
+حينما يتحدث ناشرو البرامج عن &ldquo;فرض حقوقهم&rdquo; بالقوة، أو
+&rdquo;محاربة وإيقاف <a
+href="/philosophy/words-to-avoid.html#Piracy">القرصنة</a>&ldquo; فإن بما
+<em>يقولونه</em> في الحقيقة ليس مهماً على اﻹطلاق. الرسالة الحقيقية من وراء
+تصريحاتهم تكمن في افتراضاتهم غير المعلنة، والتي يتعين على الجمهور القبول بها
+بدون بحث أو تمحيص. إذاً، فلنقم بالبحث في هذه اﻻفتراضات اﻵن.</p>
+<p>
+أحد هذه اﻻفتراضات هو أن شركات البرمجيات من حقها أن تمتلك البرمجيات، وبالتالي
+أن تفرض سلطتها على جميع المستخدمين، وأن هذا حق طبيعي وغير قابل للنقاش. (إذا
+سلمنا بأن هذا حق طبيعي، فإن ذلك يعني أننا لن نتمكن من اﻻعتراض عليه، بغض
+النظر عن مقدار اﻷذى الذي سيسببه للجمهور). من المثير للاهتمام أن دستور
+الولايات المتحدة والنواميس القانونية ترفضان وجهة النظر هذه؛ حيث أن حقوق
+الملكية ليست حقوقاً أصيلة، وإنما هي خطة احتكارية مصطنعة تفرضها الحكومات
+لتمنع المستخدمين من ممارسة حقهم الطبيعي في النقل والمشاركة.</p>
+<p>
+هناك افتراض ضمني آخر يقضي بأن الشئ الوحيد ذو اﻷهمية في موضوع البرمجيات هو
+نوع الوظائف التي يمكنك القيام بها &mdash; بمعنى أننا كمستخدمي حواسيب يجب ألا
+نهتم أو نفكر في نوع المجتمع الذي يُسمَح لنا بالعيش فيه.</p>
+<p>
+هناك افتراض ثالث بأننا كمستخدمين مضطرون للسماح لشركات البرمجيات بأن تسيطر
+على مستخدمي برمجياتها، وإﻻ فلن نتمكن من الحصول على برامج فعالة (أو لن نتمكن
+من الحصول على برنامج يقوم بهذه الوظيفة أو تلك). ربما بدا هذا اﻻفتراض منطقياً
+للوهلة اﻷولى، إﻻ أن حركة البرمجيات الحرة قد برهنت على أننا يمكننا أن نتحصل
+على الكثير من البرمجيات المفيدة بدون أن نضع قيوداً عليها.</p>
+<p>
+إذا قررنا أن نرفض هذه اﻻفتراضات، وأردنا أن نحكم على هذه المسائل استناداً على
+المنطق واﻷخلاق لوحدهما، واضعين المستخدم أولاً، فإننا سنصل في النهاية لنتائج
+مختلفة كلياً. ينبغي أن تكون لدى مستخدمي الحواسيب حرية تعديل البرمجيات بما
+يناسب احتياجاتهم، كما ينبغي أن تكون لديهم حرية مشاركة البرمجيات، ببساطة ﻷن
+مساعدة اﻵخرين هي اﻷساس في بناء المجتمع.</p>
+<p>
+بما أن المساحة ﻻ تسمح بعرض مطول للأسباب التي تقودنا لهذه النتيجة؛ عليه ننصح
+القارئ باﻻطلاع على صفحة <a href="/philosophy/why-free.html">
+http://www.gnu.org/philosophy/why-free.html</a> وصفحة <a
+href="/philosophy/free-software-even-more-important.html">
+http://www.gnu.org/philosophy/free-software-even-more-important.html</a>.
+</p>
+
+<h3>الخيار اﻷخلاقي القاسي</h3>
+<p>
+بعد انهيار مجتمعي القديم، صار من المستحيل علي أن أواصل كالسابق. وعليه صار
+علي أن أقوم بأقسى خيار أخلاقي على اﻹطلاق.</p>
+<p>
+الخيار اﻷسهل كان أن أنضم لعالم البرمجيات اﻻحتكارية، حيث أقوم بتوقيع اتفاقيات
+عدم إفشاء اﻷسرار، وأقطع وعداً بألا أساعد زملائي المبرمجين. على اﻷرجح أنني
+كنت سأقوم بتطوير برمجيات سيتم إصدارها تحت اتفاقيات عدم إفشاء مماثلة، مما
+سيزيد الضغط على اﻵخرين ويضطرهم لخيانة زملائهم بالمثل.</p>
+<p>
+كان يمكنني جني الكثير من المال بسلوك هذا الطريق، وربما أمتعت نفسي بكتابة
+البرامج في نفس الوقت. المشكلة أنني كنت أعلم أنه عندما تنتهي مسيرتي المهنية،
+عندها سأنظر للوراء لجميع السنوات التي قضيتها في بناء الجدران التي تفصل الناس
+عن بعضهم، وعندها سأشعر بأنني قضيت سني حياتي في جعل العالم مكاناً أسوأ للعيش
+فيه.</p>
+<p>
+كنت قد جربت أن أكون على الطرف اﻵخر من اتفاقية عدم إفشاء اﻷسرار، وذلك حينما
+رفض أحدهم إعطائي أنا ومختبر الذكاء اﻻصطناعي شفرة المصدر للبرنامج الذي يتحكم
+في آلتنا الطابعة. (كان استخدام هذه اﻵلة الطابعة مثيراً للاحباط بصورة كبيرة،
+وذلك نسبة لغياب بعض الخصائص المهمة من برنامج التحكم). وعليه، لم أتمكن أبداً
+من إقناع نفسي بأن اتفاقيات عدم إفشاء اﻷسرار بريئة. كنت غاضباً للغاية حينما
+رفض ذلك الشخص مشاركة البرنامج معنا، ولم أستطع أن أدور على عقبي وأقوم بفعل
+نفس الشئ مع اﻵخرين.</p>
+<p>
+الخيار اﻵخر، والذي كان مباشراً ولكنه غير مريح إطلاقاً، كان أن أغادر مجال
+الحوسبة نهائياً. كان هذا يعني أن قدراتي لن يساء استخدامها، ولكن سيتم
+إهدارها. كان هذا سيعني أيضاً أنني لن أكون مسئولاً عن تفرقة وتحجيم مستخدمي
+الحواسيب، إﻻ أن هذا لم يكن ليمنع حدوثهما في جميع اﻷحوال.</p>
+<p>
+كل هذا جعلني أبحث عن طريقة يمكنني بها كمبرمج أن أفعل شيئاً جيداً لخدمة
+المجتمع. سألت نفسي سؤالاً: هل هناك أي برنامج (أو برامج) يمكنني أن أقوم
+بكتابتها، والتي ستجعل باﻹمكان إنشاء مجتمع مشارك من جديد؟</p>
+<p>
+اﻹجابة كانت واضحة: نحتاج أولاً لنظام تشغيل قبل كل شئ. نظام التشغيل هو الخطوة
+اﻷولى التي نحتاجها لنبدأ باستخدام جهاز الحاسوب. حينما يكون لديك نظام تشغيل،
+عندها يمكنك أن تفعل العديد من اﻷشياء؛ أما بدون نظام التشغيل سيتعذر عليك
+تشغيل الحاسوب من أساسه. بوجود نظام تشغيل حر، يمكننا أن نعيد إنشاء مجتمع
+القراصنة المتعاونين &mdash; كما يمكننا دعوة أي شخص للانضمام. أي شخص سيتمكن
+من استخدام حاسوبه بدون أن يضطر بدءاً للتآمر ضد زملائه لحرمانهم من حريتهم
+البرمجية.</p>
+<p>
+بصفتي مبرمج أنظمة تشغيل فقد كنت أمتلك الصفات المؤهلة لهذه المهمة. لذلك،
+ورغماً عن أنني لم أكن متأكداً من النجاح، فقد أدركت أنني قد تم اختياري لهذه
+المهمة. اخترت أن أجعل نظام التشغيل ملائماً ليونكس (Unix) بحيث تكون البرمجيات
+قابلة للترقية، وحتى يتمكن مستخدمو يونكس من اﻻنتقال بسهولة للنظام الجديد. قمت
+باختيار اسم جنو (GNU)، على عادة القراصنة المبرمجين، كاختصار متكرر بمعنى
+&ldquo;جنو ليس يونكس أو GNU's Not Unix.&rdquo; وينطق <a
+href="/gnu/pronunciation.html">كمقطع لفظي واحد مع تشديد الجيم</a>.</p>
+<p>
+إن أي نظام تشغيل يجب أن يحتوي أشياء أكثر من نواة النظام، والتي بالكاد تسمح
+بتشغيل البرامج اﻷخرى. في السبعينيات كانت جميع نظم التشغيل المحترمة تحتوي على
+معالجات أوامر، ومُجمّعات ومترجمات ومُصحّحات للشفرة البرمجية، ومحررات نصوص،
+وبرامج بريد الكتروني، والكثير غيرها من البرامج. نظام ITS كان يحتويها، كما
+كانت أنظمة Multics وVMS وUnix جميعها. كان هذا يعني أن نظام جنو سيحتوي هذه
+البرامج أيضاً.</p>
+<p>
+لاحقاً، سمعت هذه الكلمات، والتي تُنسَب إلى هيليل (Hillel) (1):</p>
+
+<blockquote><p>
+ لو لم أكن داعماً لنفسي، فمن سيدعمني؟<br />
+ لو لم أهتم باﻵخرين، فمن أنا؟<br />
+ لو لم أفعلها اﻵن، فمتى إذاً؟
+</p></blockquote>
+<p>
+قراري بإنشاء مشروع جنو كان مستنداً على عقلية مشابهة لهذه.</p>
+<p>
+(1) بصفتي ملحداً، فأنا ﻻ أتبع أي قادة دينيين، ولكنني أُعجَب أحياناً بمقولة
+أحدهم.</p>
+
+<h3>حر كما في الحرية</h3>
+<p>
+إن تعبير &ldquo;البرمجيات الحرة&rdquo; كثيراً ما يساء فهمه &mdash; فهو ﻻ
+علاقة له بالمال، وإنما يُعنَى بالحرية. فيما يلي، سنقوم بتعريف البرمجيات
+الحرة.</p>
+
+<p>يعتبر البرنامج المعين برمجية حرة بالنسبة لك أيها المستخدم حينما يستوفي هذه
+الشروط:</p>
+
+<ul>
+ <li>حينما تكون لديك حرية استخدام البرنامج بأي صورة تراها مناسبة، ﻷي غرض ترغب به.</li>
+
+ <li>حينما تكون لديك حرية تعديل البرنامج ليناسب احتياجاتك الخاصة. (حتى تكون هذه
+الحرية عملية، يجب أن تتوفر لديك شفرة المصدر الخاصة بالبرنامج، حيث أن تعديل
+البرنامج بدون وجود شفرة المصدر أمر صعب للغاية).</li>
+
+ <li>حينما تكون لديك حرية إعادة توزيع نسخ من البرنامج، مجاناً أو برسوم مالية.</li>
+
+ <li>حينما تكون لديك حرية إعادة توزيع نسخ معدلة من البرنامج، بحيث يمكن للمجتمع أن
+يستفيد من تحسيناتك التي أدخلتها على البرنامج اﻷصل.</li>
+</ul>
+<p>
+بما أن &ldquo;الحرية&rdquo; هنا ترمز للفعل لا للمال، عليه فليس هناك تضارب
+بين كون البرمجية حرة وكونها تباع بسعر. في الواقع، فإن حرية بيع نسخ من
+البرامج هي حرية أساسية: إن المجتمع يستفيد من مجموعات البرمجيات الحرة التي
+تباع على اﻷقراص المضغوطة، حيث أنها تشكل مصدراً هاماً من مصادر جمع اﻷموال،
+والتي تساعد في تطوير البرمجيات الحرة. هذا يعني أن أي برمجية ﻻ يُسمح بإدخالها
+في هذه المجموعات هي بطبيعة الحال برمجية غير حرة.</p>
+<p>
+نظراً لغموض معنى كلمة &ldquo;الحرية&rdquo;، فإننا قد بحثنا مطولاً عن بدائل
+لها، إﻻ أننا لم نجد تعبيراً آخر أكثر مناسبة منها. إن اللغة اﻻنجليزية تزخر
+بالكلمات ذات الفروق الشكلية البسيطة أكثر من أي لغة أخرى، ولكنها تفتقر لوجود
+كلمة بسيطة وغير غامضة تحمل معنى &ldquo;حر&rdquo; كما في الحرية &mdash;
+&ldquo;غير مقيد (unfettered)&rdquo; هي أكثر كلمة ملائمة في المعنى. المرادفات
+اﻷخرى مثل &ldquo;مُحَرّر (liberated)&rdquo;، و&ldquo; مستقل
+(freedom)&rdquo;، و&ldquo;مفتوح (open)&rdquo; جميعها تحمل معنىً خاطئاً، أو
+تعاني من قصور آخر في المعنى.</p>
+
+<h3>برمجيات جنو ونظام تشغيل جنو</h3>
+<p>
+إن تطوير نظام تشغيل متكامل هو مشروع ضخم للغاية. وحتى نتمكن من الوصول
+لغايتنا، قررت أن أُطوّع وأستخدم البرمجيات الحرة المتوفرة كلما أمكن
+ذلك. كمثال على ذلك، قررت منذ البداية استخدام تيك (TeX) كمنسق النصوص
+الرئيسي. بعد عدة سنوات، قررت استخدام نظام عرض إكس (X Window System) بدلاً عن
+كتابة نظام عرض جديد خصيصاً من أجل جنو.</p>
+<p>
+بسبب هذه القرارات، والكثير غيرها، فإن نظام جنو هو أكثر من مجرد تجميع
+لبرمجيات جنو. إن نظام جنو يحتوي العديد من البرمجيات التي لم يتم تطويرها في
+مشروع جنو. هذه البرمجيات تم تطويرها من قبل مبرمجين آخرين لخدمة أغراضهم،
+ولكننا تمكنا من استخدامها ﻷنها برمجيات حرة.</p>
+
+<h3>بداية إطلاق المشروع</h3>
+<p>
+في العام 1984م، غادرت وظيفتي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وبدأت في كتابة
+برامج جنو. مغادرتي للمعهد كانت مهمة حتى ﻻ يتدخل المعهد في توزيع جنو كبرمجية
+حرة. لو كنت ظللت موظفاً لدى المعهد، كان يمكن أن يدعي المعهد امتلاكه للعمل،
+ومن ثم يقوم المسئولون بفرض شروطهم الخاصة على عملية التوزيع، أو ربما قاموا
+بتحويل العمل لحزمة برامج احتكارية. لم يكن لدي اﻻستعداد ببذل مجهود كبير في
+هذا العمل، فقط ﻷراه تحول لعمل ﻻ يخدم الغرض اﻷساسي من إنشائه، وهو إعادة بناء
+مجتمع مشارك للبرمجيات.</p>
+<p>
+ولكن بروفيسور ونستون، والذي كان رئيس مختبر الذكاء اﻻصطناعي بمعهد ماساشوستس
+للتكنولوجيا في ذلك الوقت، قام مشكوراً بدعوتي لمواصلة استخدام موارد المختبر.</p>
+
+<h3>الخطوات اﻷولى</h3>
+<p>
+كنت قد سمعت عن مجموعة مترجمات الجامعة الحرة (Free University Compiler Kit)،
+المعروفة بالاسم المختصر VUCK، قبل فترة قصيرة من بدئي العمل على مشروع
+جنو. (كلمة &ldquo;حرة&rdquo; في اﻷلمانية تبدأ بحرف <em>v</em>. هذا البرنامج
+كان عبارة عن برنامج مترجم تم تصميمه لترجمة عدة لغات مختلفة، من ضمنها لغة سي
+(C) وباسكال (Pascal)، كما أنه كان يستهدف عدة أجهزة مختلفة. عليه فقد قمت
+بالتواصل مع صاحب البرنامج ﻷسأله إن كان بإمكان مشروع جنو أن يستفيد من عمله.</p>
+<p>
+كان رد المبرمج علي ساخراً، بقوله أن كون الجامعة حرة ﻻ يعني بضرورة الحال أن
+المترجم مجاني. كان هذا ما دفعني ﻷن أقرر أن أول برنامج في مشروع جنو سيكون
+مترجماً متعدد اللغات واﻷهداف.</p>
+<p>
+كنت أتمنى أﻻ أضطر لكتابة البرنامج كاملاً بنفسي، ولذلك تحصّلت على شفرة المصدر
+لمترجم باسكال (Pascal)، حيث كان مترجماً متعدد القواعد (multiplatform)، تم
+تطويره في مختبر لورنس لفرمور. كان المترجم يدعم نسخة ممتدة من باسكال، وهي نفس
+اللغة التي تمت كتابة البرنامج نفسه بها، وكان الغرض منها أن تكون لغة برمجة
+ﻷنظمة التشغيل. قمت بإضافة واجهة أمامية للغة سي (C)، بعدها بدأت بترقية
+المترجم للعمل على حاسوب موتورولا 68000. في النهاية اضطررت ﻷن ألغي الفكرة
+بكاملها حينما اكتشفت أن المترجم كان يحتاج لعدة ميجابايتات من مساحة المُراكِم
+(stack space)، بينما كان نظام يونكس المتوفر على حاسوب 68000 يسمح بـ64
+كيلوبايت كحدٍ أقصى لمساحة المُراكِم.</p>
+<p>
+كان هذا حينما أدركت أن مترجم باسكال كان يقوم بتحليل الملف المدخل بكامله، من
+ثم يقوم بإنشاء شجرية تعتمد على البنية التركيبية للملف المدخل، من ثم يقوم
+بتحويل الشجرية لسلسلة من &ldquo;اﻷوامر&rdquo;، وأخيراً يقوم بتوليد ملف
+المخرجات، كل ذلك بدون أن يقوم بتحرير المساحة التخزينية المشغولة
+سابقاً. عندما وصلت لهذه النقطة، أدركت أنني سأضطر لكتابة مترجم جديد من
+البداية، والذي أصبح يعرف فيما بعد باسم جي سي سي (<abbr title="GNU Compiler
+Collection">GCC</abbr>). لم أقم باستخدام أي شفرة من مترجم باسكال اﻷصلي،
+لكنني استفدت من الواجهة اﻷمامية للغة سي (C) التي قمت بكتابتها من قبل. كل هذا
+حدث بعد عدة سنوات، إذ أنني بدأت أولاً بكتابة برنامج جنو إيماكس (GNU Emacs).</p>
+
+<h3>برنامج جنو إيماكس (GNU Emacs)</h3>
+<p>
+بدأت العمل على برنامج جنو إيماكس في سبتمبر 1984م، وبمطلع عام 1985م كان قد
+تحول لبرنامج صالح للاستعمال. كان هذا مهماً ﻷن البرنامج ساعدني ﻷتمكن من
+استخدام أنظمة تشغيل يونكس ﻷقوم بتحرير الملفات، إذ أنني لم أكن راغباً في تعلم
+كيفية استخدام برنامج في آي (vi) أو إيد (ed)، ولذلك كنت أقوم بتحرير ملفاتي
+على أنظمة أخرى حتى انتهيت من كتابة إيماكس.</p>
+<p>
+في هذا الوقت، كان برنامج جنو إيماكس قد بدأ باجتذاب اﻷنظار، وأبدى العديدون
+رغبتهم في استخدامه، مما برز معه السؤال: كيف سأقوم بتوزيع البرنامج؟ بطبيعة
+الحال، قمت بوضع البرنامج على المخدم المجهول مستخدماً بروتوكول نقل الملفات
+(إف تي بي أو ftp)، على جهاز الحاسوب الذي كنت أستخدمه بمعهد ماساشوستس
+للتكنولوجيا. (هذا الحاسوب، وعنوانه prep.ai.mit.edu، أصبح أول مخدم إف تي بي
+نستخدمه لتوزيع نظام جنو. استمر هذا حتى تم إيقاف الجهاز عن الخدمة بعدها
+بسنوات، حينما قمنا بتحويل اﻻسم لمخدم إف تي بي آخر). المشكلة كانت أنه في ذلك
+الوقت، لم يكن أغلب المهتمين بالمشروع متصلين بشبكة اﻻنترنت، وبالتالي لم
+يكونوا قادرين على التحصل على نسخة من جنو عبر بروتوكول نقل الملفات. من هنا
+برز السؤال الثاني: ما الحل الذي سأخبر هؤﻻء اﻷشخاص به؟</p>
+<p>
+كان يمكنني أن أقول لهم: &ldquo;اعثروا على صديق لديه اتصال بشبكة اﻻنترنت،
+وسيقوم هو بعمل نسخة لكم.&rdquo; أو كان يمكنني أن أفعل ما فعلته ببرنامج
+إيماكس اﻷصلي على جهاز ديجيتال PDP-10: أن أقول لهم &ldquo;أرسلوا إلي شرائطكم،
+ومظاريفاً بريدية معنونة إلى أنفسكم <abbr title="Self-addressed Stamped
+Envelope">SASE</abbr>، وسأقوم بإعادتها لكم بريدياً وعليها برنامج
+إيماكس&rdquo;. المشكلة أنني لم يكن لدي وظيفة، وكنت أبحث عن طرق لجني المال
+باستخدام البرمجيات الحرة. عندها أعلنت أنني سأقوم بإرسال شريط عبر البريد لكل
+من يرغب بذلك، لقاء رسم مالي يبلغ 150 دولار. بهذه الطريقة، تمكنت من بدء مشروع
+عمل لتوزيع البرمجيات الحرة، وهو المشروع الذي نبعت منه الشركات الحديثة التي
+تقوم بتوزيع إصدارات جنو/لينكس المتعددة.</p>
+
+<h3>متى يكون جميع مستخدمو برنامج معين أحراراً؟</h3>
+<p>
+حقيقة أن برنامجاً ما يصدره صاحبه كبرمجية حرة ﻻ تعني بالضرورة أنه سيظل برمجية
+حرة بالنسبة لجميع المستخدمين الذين يملكون نسخة من البرنامج. على سبيل المثال،
+فإن <a href="/philosophy/categories.html#PublicDomainSoftware">برمجيات
+المشاع العام</a> (البرمجيات التي ليس عليها حقوق ملكية) تعتبر برمجياتٍ حرة؛
+غير أنه بإمكان أي شخص تطوير نسخة احتكارية معدلة منها. بالمثل، فإن العديد من
+البرمجيات الحرة عليها حقوق ملكية، غير أنها يتم توزيعها تحت رخص بسيطة
+ومتساهلة، مما يسمح للبعض بتطوير نسخ احتكارية معدلة من البرمجيات المعنية.</p>
+<p>
+المثال النموذجي لهذه المشكلة هو نظام عرض إكس (X Window System). هذا النظام
+تم تطويره في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، من ثم تم إصداره كبرمجية حرة تحت
+رخصة متساهلة. لم يمض الكثير من الوقت حتى قامت شركات الحوسبة المختلفة
+باستخدام النظام، حيث قاموا بإضافة نظام عرض إكس لأنظمة يونكس الاحتكارية
+الخاصة بهم، وتم ذلك في الصورة الثنائية فقط (أي بدون توفير شفرة المصدر)،
+واستمر استخدام اتفاقيات عدم إفشاء اﻷسرار لتغطية نظام عرض إكس. هذه النسخ من
+نظام عرض إكس لم تكن حرة، مثلها مثل أنظمة يونكس التي كانت تدعمها.</p>
+<p>
+مطورو نظام عرض إكس لم يعتبروا هذه مشكلة&mdash;لقد كانوا يتوقعون هذا، بل
+ويسعون إليه. لم يكن غرضهم الحرية، بل فقط &ldquo;النجاح&rdquo;، وكان تعريفهم
+للنجاح هو &ldquo;الحصول على أكبر عدد من المستخدمين&rdquo;. لم يكونوا مهتمين
+بحرية مستخدميهم، بقدر ما كانوا مهتمين بعددهم.</p>
+<p>
+هذا أدى إلى حالة من التناقض، حيث أن وجود طريقتين لحساب نسبة الحرية أدى لوجود
+إجابات مختلفة للسؤال: &ldquo;هل هذه البرمجية حرة؟&rdquo; إذا قمت بالحكم
+استناداً على الحرية التي تكفلها اتفاقية توزيع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا،
+يمكنك أن تقول عندها أن نظام توزيع إكس كان برمجية حرة. أما لو قمت بحساب متوسط
+الحرية لمستخدم نظام عرض إكس، عندها ستضطر للقول بأن إكس كان برمجية
+احتكارية. أغلب المستخدمين في ذلك الوقت كانوا يستخدمون النسخ اﻻحتكارية التي
+جاءت مع أنظمة يونكس، ﻻ النسخة الحرة من نظام العرض إكس.</p>
+
+<h3>الحقوق المتروكة واتفاقية جنو العامة</h3>
+<p>
+لم يكن الهدف من وراء مشروع جنو تحصيل الشهرة، وإنما كان إعطاء المستخدمين كامل
+حريتهم. من ثم كان لزاماً علينا أن نستخدم شروط توزيع من شأنها أن تمنع تحويل
+برامج جنو لبرامج احتكارية. الطريقة التي استخدمناها أصبحت تعرف باسم
+&ldquo;الحقوق المتروكة&rdquo;.(1)</p>
+<p>
+طريقة الحقوق المتروكة تستخدم قوانين حقوق الملكية، ولكنها تقلبها رأساً على
+عقب، لتخدم الغرض المعاكس للغرض العادي: بدلاً عن استخدام حقوق الملكية لتقييد
+برنامج ما، تصبح الحقوق وسيلة لجعل البرنامج حراً.</p>
+<p>
+الفكرة اﻷساسية من وراء الحقوق المتروكة هي إعطاء الجميع رخصة لتشغيل البرنامج،
+نسخ البرنامج، تعديل البرنامج، ونشر النسخ المعدلة&mdash;إﻻ أنه من غير المسموح
+إضافة قيود جديدة على البرنامج. بالتالي، فإن الحريات اﻷساسية التي يتم تعريف
+&ldquo;البرمجيات الحرة&rdquo; عبرها، تعتبر حقاً مضموناً لكل فرد يمتلك نسخةً
+من البرنامج، وهي حقوق دائمة وغير قابلة للمصادرة أو التحويل.</p>
+<p>
+حتى تنجح فكرة الحقوق المتروكة، يجب أن تكون النسخ المعدلة من برنامج ما حرة
+أيضاً. هذه الخطوة تضمن أن أي عمل يتم تطويره بناءً على عملنا سيكون متوفراً
+لمجتمعنا حال نشره. حينما يقوم المبرمجون اللذين يشغلون وظائف برمجة في شركاتهم
+بالتطوع لتطوير وتحسين برمجيات جنو، فإن الحقوق المتروكة هي ما يمنع شركاتهم من
+القول: &ldquo;يمنع عليكم مشاركة هذه التحسينات البرمجية، ﻷننا سنقوم
+باستخدامها لتطوير نسختنا اﻻحتكارية من البرنامج.&rdquo;</p>
+<p>
+حتى نضمن حرية كل فرد يستخدم برنامجاً ما، لا بد من التأكيد على أن أي تعديل
+على البرنامج الحر يجب أن يكون حراً أيضاً. إن الشركات التي قامت بخصخصة نظام
+عرض إكس غالباً ما كانت تقوم بإجراء بعض التعديلات حتى تتمكن من ترقية البرنامج
+ليتوافق مع أنظمتهم ومعداتهم. ورغم أن هذه التعديلات كانت صغيرة بالمقارنة مع
+حجم وضخامة نظام عرض إكس، إﻻ أنها لم تكن تغييرات تافهة. إذا كان إجراء
+التغييرات عذراً كافياً لحرمان المستخدمين من حرياتهم، عندها يصبح من السهل على
+كائنٍ من كان أن يستغل هذا العذر لمصلحته الشخصية.</p>
+<p>
+هناك مشكلة مشابهة تتعلق بدمج برنامج حر مع شفرة غير حرة. مثل هذا الدمج نتيجته
+دائماً ما تكون برنامجاً غير حر؛ ﻷن أي حرية غائبة عن الجزء غير الحر سوف تكون
+غائبة عن الكل المدمج أيضاً. السماح بمثل هذا الدمج ستنتج عنه عواقب وخيمة؛
+ولذلك فإن من أهم الأشياء التي توفرها الحقوق المتروكة هي فرصة تلافي هذه
+المشكلة، وذلك عبر اشتراط أن أي شئ يتم دمجه أو إضافته لبرنامج ذي حقوق متروكة
+يجب أن ينتج عنه برنامج حر وذي حقوق متروكة أيضاً.</p>
+<p>
+إن رخصة جنو العامة (GNU GPL) تعد أكثر تطبيق عملي مستخدم في ترخيص برامج جنو،
+مع التنويه لوجود رخص حقوق متروكة أخرى يتم استخدامها في حالات معينة. فمثلاً
+يتم ترخيص كتيبات جنو باستخدام رخصة حقوق متروكة مبسطة، نظراً ﻷن رخصة جنو
+العامة أكثر تعقيداً مما تحتاجه الكتيبات.(2)</p>
+<p>
+(1) في العام 1984 أو 1985، قمت باستلام بريد مرسل من دون هوبكنز (وهو شخص ذو
+خيال واسع). كان المظروف يحتوي عدة كتابات مسلية، مثل: &ldquo;جميع الحقوق
+متروكة&rdquo;. كنت استخدم كلمة &ldquo;الحقوق متروكة&rdquo; للدلالة على
+المفهوم الذي كنت أقوم بتطويره في ذلك الوقت.</p>
+
+<p>
+(2) نحن نقوم باستخدام <a href="/licenses/fdl.html">رخصة جنو للوثائق
+الحرة</a> لترخيص الوثائق.</p>
+
+<h3>مؤسسة البرمجيات الحرة</h3>
+
+<p>كان اﻻهتمام ببرنامج إيماكس متزايداً، مما نتج عنه زيادة عدد اﻷشخاص المهتمين
+بالمشاركة في مشروع جنو؛ ولذلك قررنا أنه قد حان الوقت للبحث عن مصادر تمويل
+مرة أخرى، مما نتج عنه إنشاء <a href="http://www.fsf.org/">مؤسسة البرمجيات
+الحرة</a> (FSF)، وهي منظمة خيرية معفية من الضرائب، تُعنَى بتطوير البرمجيات
+الحرة. مع مرور الزمن، تولت <abbr title="Free Software Foundation">مؤسسة
+البرمجيات الحرة</abbr> مهمة توزيع أشرطة إيماكس، من ثم توسعت فتمت إضافة
+برمجيات حرة أخرى (بعضها من جنو والبعض من جهات أخرى) للشرائط، كما أصبحت تبيع
+الكتيبات الحرة أيضاً.</p>
+
+<p>مؤسسة البرمجيات الحرة كانت تكتسب أغلب دخلها من مبيعات نسخ البرمجيات الحرة،
+باﻹضافة لخدمات أخرى متعلقة بذلك (مبيعات الشرائط المضغوطة التي تحتوي على شفرة
+المصدر أو الصيغة الثنائية لبرامجنا، والكتيبات المطبوعة بصورة جذابة، مع تأكيد
+حرية التعديل وإعادة النشر للجميع). مصدر دخل آخر كان التوزيعات الفاخرة (وهي
+النسخ التي نقوم بتجميعها خصيصاً لتلائم بيئة الزبون الحاسوبية). اليوم، ﻻ زالت
+مؤسسة البرمجيات الحرة <a href="http://shop.fsf.org/">تقوم ببيع الكتيبات وبعض
+المعدات اﻷخرى</a>، إﻻ أن أغلبية التمويل صارت تأتي من اشتراكات اﻷعضاء. يمكنك
+أن تنضم للمؤسسة <a href="http://fsf.org/join">بالاشتراك عبر هذا الرابط</a>.</p>
+
+<p>موظفو مؤسسة البرمجيات الحرة قاموا بكتابة وتطوير مجموعة من حزم البرامج الخاصة
+بجنو، والتي نذكر منها مكتبة لغة سي (C) ومُنفِّذ اﻷوامر. إن مكتبة سي الخاصة
+بجنو هي الحزمة البرمجية التي تستخدمها كل البرامج التي تعمل على أنظمة
+جنو/لينكس حينما تتواصل مع نواة النظام (لينكس). هذه المكتبة قام بتطويرها أحد
+موظفي مؤسسة البرمجيات الحرة، وهو السيد رولاند ماكجراث. أما منفذ اﻷوامر
+المستخدم على أغلبية أنظمة جنو/لينكس فهو باش (<abbr title="Bourne Again
+Shell">BASH</abbr>)، وهو اختصار للجملة اﻹنجليزية (النسخة الجديدة من منفذ
+أوامر بورن) (1). منفذ أوامر باش قام بتطويره موظف المؤسسة برايان فوكس.</p>
+
+<p>لقد قمنا بتمويل تطوير هذه البرامج ببساطة ﻷن مشروع جنو لم يكن يتمحور حول
+اﻷدوات أو بيئة التطوير فقط، وإنما كان هدفنا تطوير نظام تشغيل متكامل، وهذه
+البرامج كانت خطوة أساسية في الوصول لهذا الهدف.</p>
+
+<p>(1) اسم &ldquo;النسخة الجديدة من منفذ أوامر بورن&rdquo; هو لعب على اﻹسم
+اﻷصلي، &ldquo;منفذ أوامر بورن&rdquo;، حيث كان منفذ اﻷوامر المعتمد على أنظمة
+يونكس القديمة.</p>
+
+<h3>كيف ندعم البرمجيات الحرة</h3>
+
+<p>إن فلسفة البرمجيات الحرة ترفض التجارة بالبرمجيات على نطاق واسع، ولكنها في
+نفس الوقت ﻻ ترفض فكرة التجارة بصورة عامة. حينما يقوم أصحاب اﻷعمال باحترام
+حرية المستخدمين، حينها نتمنى لهم النجاح وﻻ شئ غيره.</p>
+
+<p>حينما قمنا ببيع نسخ من برنامج إيماكس، كان هذا نوعاً من أنواع التجارة
+المعتمدة على البرمجيات الحرة. ولكن حينما تولت مؤسسة البرمجيات الحرة هذه
+التجارة، كان علي أن أجد طريقةً أخرى لكسب لقمة العيش، وقد وجدت الحل في بيع
+الخدمات المتعلقة بالبرمجيات الحرة التي قمت بتطويرها. هذه الخدمات كانت تشمل
+التعليم والتثقيف في مواضيع مختلفة، ككيف تقوم ببرمجة جنو إيماكس، وكيف تقوم
+بتخصيص مُجمّع جنو (GCC)، وكيف تقوم بتطوير برمجياتك الخاصة، وكيف تقوم بترقية
+مُجمّع جنو ليعمل على أنظمة تشغيل أخرى.</p>
+
+<p>اليوم تقوم العديد من المؤسسات بممارسة أنواع مختلفة من تجارة البرمجيات الحرة
+المذكورة سابقاً. بعضها تقوم بتوزيع مجموعات من البرمجيات الحرة على أقراص
+مضغوطة. بينما يقوم البعض اﻵخر ببيع خدمات الدعم، والتي تتعدد مستوياتها من
+اﻹجابة على أسئلة المستخدمين، ﻹصلاح أخطاء البرمجيات، ﻹضافة ميزات وخصائص جديدة
+للبرامج. في الحقيقة، لقد تطور اﻷمر حتى صرنا نرى شركات برمجيات كاملة يتم
+إنشاؤها لتقوم ببيع برمجياتها الحرة.</p>
+
+<p>ولكن ينبغي أخذ الحيطة والحذر&mdash;فالعديد من الشركات التي يرتبط اسمها بلفظ
+&ldquo;المصادر المفتوحة (open source)&rdquo; هي في الحقيقة شركات تعتمد في
+عملها على برامج غير حرة، مختلطة ببرامج حرة. مثل هذه الشركات ﻻ تعتبر شركات
+برامج حرة، وإنما هي شركات برامج احتكارية تستخدم منتجاتها لتغري المستخدمين
+وتجذبهم بعيداً عن حريتهم. هذه البرامج يطلق عليها أحياناً: &ldquo;حزم القيمة
+المضافة&rdquo;. هذا اللفظ يرينا القيم التي يريدون منا أن نتبناها، وهي
+السهولة والملاءمة قبل الحرية. إذا كنا نقدر حريتنا أكثر من أي شئ آخر، عندها
+سوف نطلق عليهم &ldquo;حزم الحرية المفقودة&rdquo;.</p>
+
+<h3>اﻷهداف التقنية للمشروع</h3>
+
+<p>إن الهدف اﻷساسي من وراء مشروع جنو هو تطوير البرمجيات الحرة. حتى إن كان جنو
+يفتقر لميزات تقنية تجعله أفضل من يونكس، فإن جنو سيظل صاحب اﻷفضلية اﻻجتماعية؛
+ﻷنه يسمح للمستخدمين بالتعاون، كما أن له اﻷفضلية اﻷخلاقية، ﻷنه يحترم حرية
+المستخدم.</p>
+
+<p>رغم ذلك، كان من الطبيعي أن نقوم بتطبيق معايير الممارسة الجيدة على
+عملنا&mdash;على سبيل المثال، تخصيص هياكل البيانات في الذاكرة بصورة ديناميكية
+وحسب الحوجة، مما ينتج عنه تلافي مشكلة اﻷحجام الثابتة والتي قد ﻻ تكون معروفة
+مسبقاً. مثال آخر يكمن في استخدام جميع أنواع الشفرات ذات 8 بت في الحالات التي
+كان فيها هذا اﻻستخدام منطقياً.</p>
+
+<p>باﻹضافة لذلك فقد رفضنا طريقة يونكس في التركيز على اﻻستخدام المنخفض للذاكرة،
+وذلك حينما قررنا عدم دعم اﻷجهزة التي تتكون بنيتها من 16 بت (كان من الواضح
+بالنسبة إلينا أن اﻷجهزة ذات البنية المكونة من 32 بت سوف تصبح شيئاً عادياً
+حينما ننتهي من تطوير نظام جنو)، كما قررنا عدم بذل مجهود في تخفيض استخدام
+الذاكرة إﻻ حينما يتجاوز 1 ميجابايت. بالنسبة للبرامج التي لم تكن تحتاج
+للتعامل مع ملفات بيانات كبيرة، كنا نشجع المبرمجين لكي يقوموا بكتابة برامجهم
+بحيث تقوم بقراءة الملف المدخل كاملاً إلى ذاكرة الحاسوب، من ثم يقوم البرامج
+بالعمل على محتويات الملف، من دون التفكير في عمليات اﻹدخال واﻹخراج (I/O).</p>
+
+<p>هذه القرارات كان لها بالغ اﻷثر في جعل الكثير من برامج جنو تتميز عن مثيلاتها
+في نظام يونكس، فيما يتعلق بالسرعة ودقة اﻷداء.</p>
+
+<h3>أجهزة الحاسوب المتبرع بها</h3>
+
+<p>حينما بدأت سمعة مشروع جنو بالتزايد، صار الناس يتبرعون بأجهزة حواسيب تعمل على
+نظام يونكس لدعم المشروع. هذه اﻷجهزة كانت مفيدة للغاية، ﻷن أسهل طريقة لتطوير
+نظام جنو كانت بالعمل على نظام يونكس، حيث كنا نقوم باستبدال مكونات النظام
+واحداً تلو اﻵخر. ولكن هذه اﻷجهزة جلبت معها سؤالاً أخلاقياً مهماً: هل يجوز
+لنا بدايةً أن نمتلك نسخة من نظام يونكس؟</p>
+
+<p>إن نظام يونكس كان (وﻻ يزال) برنامجاً احتكارياً، وفلسفة مشروع جنو تقول بوضوح
+أننا يجب أﻻ نستخدم أي برنامج احتكاري مهما كان. ولكن حينما نقوم بتطبيق المنطق
+الذي يقودك ﻷن استخدام العنف في حالات الدفاع عن النفس هو حق مشروع، حينها ستصل
+للنتيجة التي وصلت إليها أنا من قبل، وهي أنه من المشروع لك أن تستخدم حزمة
+احتكارية حينما يكون هذا أمراً حاسماً سيساعدك في تطوير بديل حر لهذه الحزمة،
+مما سيساعد الآخرين ليتوقفوا عن استخدام الحزمة اﻻحتكارية ويقوموا باستخدام
+البديل الحر.</p>
+
+<p>ولكن حتى لو وجدنا منطقاً من وراء الشر، فإنه ﻻ يزال شراً. اﻵن ليس لدينا أي
+نسخة من نظام يونكس القديم، ﻷننا قمنا باستبدالها جميعاً بأنظمة تشغيل
+حرة. حينما عجزنا عن استبدال نظام تشغيل جهازٍ ما بآخر حر، قمنا باستبدال
+الجهاز نفسه.</p>
+
+<h3>قائمة مهام مشروع جنو</h3>
+
+<p>بمرور الزمن، تطور مشروع جنو، وزاد عدد البرامج التي قمنا بتطويرها وإضافتها
+للنظام. في النهاية وجدنا أنه من المفيد لنا أن نضع قائمة باﻷجزاء الناقصة
+لتساعدنا في عملنا. هذه القائمة كانت مفيدة حينما احتجنا لتجنيد مبرمجين
+ليقوموا بتطوير اﻷجزاء الناقصة من النظام. بمرور الزمن، أصبحت هذه القائمة تعرف
+بقائمة مهام مشروع جنو. كانت القائمة تحوي، باﻹضافة ﻷجزاء يونكس المفقودة في
+جنو، برامجاً ووثائقاً أخرى أحسسنا أنها جزء أساسي ﻷي نظام يريد أن يكون نظاماً
+متكاملاً.</p>
+
+<p>اليوم (1) زالت أغلب أجزاء يونكس المفقودة من قائمة مهام جنو&mdash;جميع هذه
+اﻷجزاء تمت إضافتها لجنو، باستثناء القليل جداً من البرامج الثانوية. ﻻ زالت
+القائمة مليئة بالمشاريع التي يطلق عليها البعض &ldquo;تطبيقات&rdquo;. إن أي
+برنامج يجتذب أكثر من مجموعة صغيرة من المستخدمين يعتبر إضافة مفيدة لنظام
+التشغيل.</p>
+
+<p>إن قائمة المهام تحتوي حتى على ألعاب&mdash;وقد كانت كذلك منذ البداية. بما أن
+يونكس كان يحتوي على ألعاب، فمن الطبيعي كان أن يحتوي جنو على ألعاب أيضاً. لم
+يكن عدم التوافق بين النظامين يشكل مشكلة، ولذلك لم نهتم بقائمة اﻷلعاب التي
+احتوى عليها يونكس. بدلاً عن ذلك، قمنا بإدراج مجموعة من اﻷلعاب المختلفة التي
+اعتقدنا أن المستخدمين سوف يحبونها.</p>
+
+<p>(1) كان هذا في العام 1998م. في العام 2009م لم تعد لدينا قائمة مهام طويلة كما
+في السابق. إن المجتمع البرمجي في عالم اليوم يقوم بتطوير البرمجيات الحرة
+بسرعة أكبر مما يمكننا أن نقوم بمتابعتها وتسجيلها. ولذلك، عوضاً عن تلك
+القائمة، أصبح لدينا اليوم قائمة قصيرة بالمشاريع ذات اﻷولوية القصوى، باﻹضافة
+لقائمة أقصر منها تحتوي على المشاريع التي نرغب بتشجيع المبرمجين ليقوموا
+بتطويرها.</p>
+
+<h3>رخصة مكتبة جنو العامة (GNU Library GPL)</h3>
+
+<p>إن مكتبة لغة سي (C) التابعة لمشروع جنو تستخدم نوعاً خاصاً من رخص الحقوق
+المتروكة، نطلق عليها اسم رخصة مكتبة جنو العامة (1)، والتي تسمح بربط البرامج
+اﻻحتكارية بالمكتبة. لماذا قمنا بهذا اﻻستثناء؟</p>
+
+<p>المسألة ليست مسألة مبدأ؛ إذ أنه لا وجود للمبدأ الذي يقول أن البرمجيات
+اﻻحتكارية تمتلك الحق في استخدام شفرتنا البرمجية. (لماذا نقوم بالمشاركة في
+مشروع نعلم سلفاً أنه سيرفض التعاون والمشاركة معنا؟) إن استخدام الرخصة الخاصة
+لمكتبة لغة سي هي حركة استراتيجية بحتة.</p>
+
+<p>إن وظيفة مكتبة لغة سي تعتبر وظيفة عامة؛ ﻷن أي نظام احتكاري أو مُجمّع شفرة
+يحتاج لوجود مكتبة لغة سي. ولذلك فنحن إن كنا سنجعل مكتبة لغة سي متوفرة حصراً
+على البرمجيات الحرة، فإن هذه الخطوة لم تكن لتعطي البرمجيات الحرة أي
+أفضلية&mdash;على العكس تماماً، كانت هذه الخطوة ستثبط من يرغبون باستخدام
+مكتبتنا.</p>
+
+<p>هناك نظام واحد يشكل استثناءاً للقاعدة، وهو نظام جنو (بما يشمل جنو/لينكس)،
+حيث أن مكتبة لغة سي الخاصة بجنو هي مكتبة لغة سي الوحيدة على هذا
+النظام. بالتالي فإن شروط التوزيع الخاصة بمكتبة لغة سي ستحدد ما إذا كان من
+الممكن تجميع برنامج احتكاري بحيث يصبح باﻹمكان أن يعمل على نظام جنو. على
+الرغم من عدم وجود سبب أخلاقي يجعلنا نسمح بالبرمجيات الاحتكارية على نظام جنو،
+إﻻ أنه يبدو، من ناحية استراتيجية، أن منع هذه البرامج من العمل على نظام جنو
+سيكون له أثر سلبي، إذ أنه سيثبط المستخدمين من نظام جنو، بدلاً عن أن يشجع
+المبرمجين لتطوير البرامج الحرة. لهذه اﻷسباب فإن استخدام رخصة مكتبة جنو
+العامة هي خطوة استراتيجية فيما يخص مكتبة لغة سي.</p>
+
+<p>بالنسبة لمكتبات اللغات اﻷخرى، فإن القرار اﻻستراتيجي يجب أن يتم اتخاذه لكل
+حالة على حدة. حينما تقوم المكتبة المعنية بأداء وظيفة خاصة تجعلها مفيدة
+لكتابة البرمجيات، حينها يكون ترخيصها باستخدام رخصة جنو العامة (GPL) مهماً،
+حيث أن هذا سيحصر استخدام المكتبة المعنية على البرمجيات الحرة فقط، مما سيساعد
+مطوري البرمجيات الحرة ويعطيهم أفضلية ضد مطوري البرمجيات اﻻحتكارية.</p>
+
+<p>على سبيل المثال، فإن مكتبة ريدلاين (GNU Readline)، والتي تم تطويرها لتوفر
+خدمات تحرير سطور اﻷوامر في منفذ أوامر باش (BASH)، هذه المكتبة مرخصة باستخدام
+رخصة جنو العامة العادية (GNU GPL)، وليس باستخدام رخصة المكتبة (Library
+GPL). هذا اﻷمر على اﻷرجح سيؤثر سلباً على عدد البرامج التي تستخدم ريدلاين، إﻻ
+أن هذا ﻻ يعتبر خسارة بالنسبة إلينا. في نفس الوقت، هناك برامج مفيد واحد على
+اﻷقل تم تطويره كبرمجية حرة تستخدم مكتبة ريدلاين، وهذا نجاح حقيقي بالنسبة
+لمجتمع البرمجيات الحرة.</p>
+
+<p>مبرمجو البرمجيات اﻻحتكارية لديهم أفضلية المال، أما مبرمجو البرمجيات الحرة
+فعليهم أن يصنعوا أفضلياتهم لبعضهم البعض. أتمنى في يوم من اﻷيام أن يكون لدينا
+مجموعة ضخمة من المكتبات البرمجية المرخصة برخصة جنو العامة، والتي ليس لديها
+مثيل في عالم البرمجيات اﻻحتكارية. مثل هذه المكتبات ستوفر وحدات البناء
+اﻷساسية التي ستساعد في تطوير البرمجيات الحرة، ومع الوقت ستتراكم اﻷفضلية بحيث
+يمكن تطوير برامج حرة أكثر وأكثر.</p>
+
+<p>(1) هذه الرخصة تعرف الآن برخصة جنو العامة المصغرة، حتى ﻻ نعطي اﻻنطباع بأن
+جميع المكتبات البرمجية يجب أن تستخدم هذه الرخصة. للمزيد من التفاصيل، يمكنك
+اﻻصطلاع على مقالة <a href="/philosophy/why-not-lgpl.html">لماذا يجب أﻻ
+تستخدم رخصة جنو العامة المصغرة لترخيص مكتبتك القادمة</a>.</p>
+
+<h3>كيف يمكن تلبية المتطلبات (أو خدش الحكة)؟</h3>
+<p>
+إريك رايموند قال &ldquo;إن أي عمل برمجي جيد يبدأ من خدش المبرمج لحكته
+الخاصة.&rdquo; ربما كان هذا ما يحدث في بعض اﻷحيان، ولكن الحقيقة أن العديد من
+أجزاء جنو اﻷساسية تم تطويرها حتى نتمكن من الحصول على نظام تشغيل حر، أي أن
+البرامج جاءت نتيجة رؤية وخطة استراتيجية، ﻻ نتيجة اندفاع لحظي.</p>
+<p>
+فمثلاً، حينما قمنا بتطوير مكتبة لغة سي الخاصة بجنو، كان هذا ﻷن أي نظام مشابه
+ليونكس يحتاج لوجود مكتبة سي. حينما طورنا منفذ أوامر باش (BASH)، كان هذا ﻷن
+أي نظام مشابه ليونكس يحتاج لوجود منفذ أوامر، وحينما قمنا بتطوير برنامج
+اﻷرشفة تار (GNU tar)، كان هذا ﻷن أي نظام مشابه ليونكس يجب أن يحتوي على
+برنامج أرشفة. نفس هذا اﻷمر ينطبق على البرامج التي قمت بتطويرها
+شخصياً&mdash;مُجمّع لغة سي (GNU C compiler)، وبرنامج إيماكس (GNU Emacs)،
+ومُصحّح الشفرة (GDB)، وبرنامج اﻹنشاء (GNU Make).</p>
+<p>
+بعض برامج جنو تم تطويرها لتتجاوب مع بعض التهديدات التي كانت تواجه
+حرياتنا. فمثلاً قمنا بتطوير برنامج ضغط الملفات (gzip) ليحل محل برنامج الضغط
+الخاص بيونكس (Compress)، والذي اكتسبه المجتمع بسبب مشكلة براءة اختراع
+خوارزمية لمبيل-زيف-ويلش (<abbr title="Lempel-Ziv-Welch">LZW</abbr> ). شاهدنا
+المجتمع البرمجي وهو يقوم بتطوير بيئة برمجة لستيف الرسومية (LessTif)، كما
+شاهدنا تطور بيئة سطح المكتب جنوم (<abbr title="GNU Network Object Model
+Environment">GNOME</abbr>)، ومشروع هارموني (Harmony)، والتي نتجت جميعها من
+الرغبة في حل المشاكل التي تسببها مكتبات برمجية احتكارية معينة (انظر
+أدناه). نحن اﻵن نقوم بتطوير برنامج جنو لحماية الخصوصية (GNU Privacy Guard)
+لكي يحل محل نظيره من برامج التشفير اﻻحتكارية؛ ﻹيماننا بأن المستخدمين ﻻ يجب
+أن يتم تخييرهم بين خصوصيتهم وحريتهم.</p>
+<p>
+بالطبع، فإن المبرمجين المسئولين عن كتابة هذه البرامج أصبحوا مهتمين بالعمل،
+ومن ثم تمت إضافة الكثير من الخصائص من قبل أشخاص آخرين، لخدمة أغراضهم
+واهتماماتهم. إﻻ أن هذا ليس السبب الذي كُتِبَت هذه البرامج من أجله في المقام
+اﻷول.</p>
+
+<h3>تطورات غير متوقعة</h3>
+<p>
+في بداية إطلاق مشروع جنو، كنت أتخيل أننا سنقوم بتطوير نظام جنو في كليته، ومن
+ثم سنقوم بإطلاق النظام متكاملاً للمستخدمين، إﻻ أن اﻷمر لم يتم على هذا النسق.</p>
+<p>
+بما أن جميع مكونات نظام جنو تم تطويرها على نظام يونكس، فإن جميع هذه المكونات
+كانت تعمل على أنظمة تشغيل يونكس قبل أن يكتمل نظام جنو بفترة طويلة. بعض هذه
+البرامج أصبح مشهوراً، وبدأ المستخدمون في توسيع البرامج وترقيتها لتعمل على
+أنظمة تشغيل أخرى&mdash;مثل أنظمة يونكس المختلفة والتي لم تكن تتوافق مع
+بعضها، باﻹضافة لبعض أنظمة التشغيل اﻷخرى.</p>
+<p>
+هذه العملية جعلت بعض البرامج أقوى مما كانت، كما أنها اجتذبت التمويل
+والمتطوعين لمشروع جنو. من الناحية اﻷخرى، فإن هذا قد أدى لتأخير اكتمال نظام
+التشغيل في كليته، ﻷن مطوري جنو أصبحوا يقضون وقتهم في صيانة نسخ البرامج
+المختلفة، وإضافة ميزات جديدة لهذه البرامج، عوضاً عن اﻻهتمام بكتابة اﻷجزاء
+الناقصة من النظام.</p>
+
+<h3>نواة هيرد (The GNU Hurd)</h3>
+<p>
+بحلول عام 1990م، كان نظام جنو قد شارف على اﻻكتمال، باستثناء الجزء المفقود،
+والذي كان نواة النظام. كنا قد قررنا تطوير نواة النظام الخاصة بنا كمجموعة من
+العمليات الخدمية (server processes) التي تعمل على رأس نواة ماك (Mach). نواة
+ماك المصغرة (microkernel) هي نواة نظام تم تطويرها في جامعة كارنيجي ميلون
+(Carnegie Mellon University) بدايةً، من ثم في جامعة يوتاه (University of
+Utah). نواة هيرد هي مجموعة من المخدّمات (ومن ثم جاء اﻻسم، أي أن هيرد معناها
+باﻻنجليزية القطيع) والتي ستعمل على رأس نواة ماك، حيث ستقوم بعمل كافة الوظائف
+التي تقوم بها نواة نظام يونكس. تأخر تطوير نواة هيرد ﻷننا كنا ننتظر إطلاق
+نواة ماك كبرمجية حرة، وذلك الشئ الذي كنا قد وُعدنا به.</p>
+<p>
+من أسباب اختيارنا لهذا التصميم هو محاولة تلافي الجزء اﻷصعب من المهمة: وهو
+محاولة تصحيح أخطاء نواة النظام، بدون أن يكون لدينا مُصحِّح قادر على التصحيح
+على مستوى شفرة المصدر. هذه المهمة كانت قد اكتملت بالفعل في نواة ماك، وعليه
+فقد كنا نتوقع أننا سنقوم بتصحيح أخطاء نواة هيرد باعتبارها برامج مستخدم
+عادية، وذلك باستخدام مُصحّح شفرة جنو (GDB). من المؤسف أن اﻷمر استغرق وقتاً
+طويلاً للغاية، كما أن المخدّمات متعددة الوظائف (multithreaded servers)،
+والتي تتواصل مع بعضها البعض باستخدام الرسائل، اتضح أنها صعبة
+التصحيح. النتيجة أن اﻷمر استغرق أعواماً طويلة لتصل نواة هيرد لمرحلة النضوج.</p>
+
+<h3>أليكس</h3>
+<p>
+لم يكن من المفترض بدايةً أن تُسمى نواة جنو باسم هيرد. اﻻسم اﻷصلي كان
+أليكس&mdash;وهو اسم المرأة التي كانت حبيبتي في ذلك الوقت. كانت أليكس مديرة
+نظام يونكس (system administrator)، وكانت قد أشارت من قبل ﻷن اسمها سيتوافق مع
+نمط التسمية المتبع على أنظمة يونكس. وعلى سبيل المزاح، أخبرت أليكس صاحباتها
+بأنه &ldquo;ينبغي أن يقوم شخص ما بتسمية نواة نظام باسمي.&rdquo; لم أعلق أنا
+بشئ، ولكنني قررت أن أفاجئها بنواة نظام مسماة باسم أليكس.</p>
+<p>
+لم يستمر اﻷمر على هذه الطريقة، ﻷن مايكل بوشنيل (والذي يعرف اﻵن باسم توماس)،
+وهو المطور الرئيسي للنواة، فضّل اسم هيرد، كما أنه أعاد تعريف أليكس لترمز إلى
+جزء معين من النواة&mdash;وهو الجزء الذي يستقبل استدعاءات النظام (system
+calls) ومن ثم يقوم بمعالجتها عبر إرسال الرسائل لمخدّمات هيرد.</p>
+<p>
+لاحقاً، انفصلت عن أليكس، وقامت هي بتغيير اسمها. من ناحية أخرى، كان تصميم
+هيرد قد تغير بحيث صارت مكتبة لغة سي ترسل الرسائل مباشرة للمخدّمات، وهذا ما
+جعل الجزء المسمى أليكس يتم إلغاؤه ويختفي من نواة النظام.</p>
+<p>
+ولكن قبل أن تحدث جميع هذه التغييرات، كان أحد أصدقائها قد رأى اسم أليكس حينما
+كان يطالع شفرة المصدر الخاصة بنواة هيرد، ومن ثم ذكر اﻷمر لها. وهكذا تسنى لها
+أن ترى نواة نظام مسماة باسمها.</p>
+
+<h3>لينكس وجنو/لينكس</h3>
+<p>
+ﻻ زالت نواة هيرد غير صالحة للاستخدام العملي، وﻻ نعلم إن كانت ستصل هذه
+المرحلة على اﻹطلاق. إن التصميم القائم على القدرات به مشاكل ناتجة عن مرونة
+التصميم نفسه، وﻻ يبدو أن هنالك حلولاً لهذه المشاكل في الوقت الحالي.</p>
+
+<p>
+لحسن الحظ، هناك نواة نظام أخرى متوفرة. في العام 1991م قام لينوس تورفالدس
+(Linus Torvalds) بتطوير نواة نظام متوافقة مع يونكس، وأطلق عليها اسم لينكس
+(Linux). في البداية كانت النواة احتكارية، ولكن في العام 1992م قام لينوس
+بترخيصها كبرمجية حرة. عملية دمج نواة لينكس مع نظام جنو غير المكتمل نتج عنها
+نظام تشغيل حر متكامل. (عملية الدمج نفسها كانت عملية كبيرة بطبيعة الحال). إن
+الفضل يعود لنواة لينكس لتمكننا من استخدام نسخة متكاملة من نظام جنو اليوم.</p>
+<p>
+هذه النسخة نسميها <a href="/gnu/linux-and-gnu.html">جنو/لينكس
+(GNU/Linux)</a>، وذلك لكي نوضح أن النسخة عبارة عن مزيج يتكون من نظام جنو،
+باستخدام لينكس كنواة النظام. أرجو من القارئ أﻻ يقع في الخطأ الشائع ويقوم
+بتسمية النظام &ldquo;لينكس&rdquo;؛ ﻷن هذا يعني نسب عملنا لشخص آخر. أرجو من
+الجميع أن <a href="/gnu/gnu-linux-faq.html">ينسبوا إلينا فضل أعمالنا</a>.</p>
+
+<h3>التحديات القادمة</h3>
+<p>
+لقد برهنّا على مقدرتنا على تطوير مجموعة مختلفة من البرمجيات الحرة، ولكن هذا
+ﻻ يعني أننا ﻻ نقهر أو أننا يصعب إيقافنا. هنالك العديد من التحديات التي تجعل
+مستقبل البرمجيات الحرة غير واضح المعالم، مواجهة هذه التحديات ستحتاج منا لبذل
+مجهود متواصل ولتطوير قدرة على التحمل قد تمتد لسنوات متواصلة. ستحتاج منا
+تصميماً من النوع الذي يظهر حينما يقدر الناس حريتهم ويصروا على أﻻ يسمحوا
+لكائن من كان بأن يجردهم منها.</p>
+<p>
+اﻷجزاء اﻷربعة القادمة ستناقش هذه التحديات بالتفصيل.</p>
+
+<h3>مواصفات العتاد السرية</h3>
+<p>
+مصنعو العتاد يميلون بكثرة ﻷن يحافظوا على سرية مواصفات عتادهم، هذا اﻷمر يجعل
+من الصعب كتابة محركات حرة تتيح لنواة لينكس ولنظام عرض إكس (XFree86) أن تدعم
+العتاد الجديد. لدينا أنظمة حرة بكاملها اليوم، ولكننا سنفقدها غداً إن لم
+نتمكن من دعم حواسيب الغد.</p>
+<p>
+هناك طريقتان للتعامل مع هذه المشكلة. يمكن للمبرمجين أن يقوموا بعملية الهندسة
+العكسية حتى يتمكنوا من معرفة كيف يمكننا دعم العتاد المعني. بقيتنا يمكن أن
+يختاروا استخدام العتاد المدعوم بالبرمجيات الحرة. طالما أن أعدادنا مستمرة في
+التزايد فإن سرية المواصفات سينتهي بها اﻷمر أن تصبح سياسة دحر ذاتي.</p>
+<p>
+ولكن الهندسة العكسية مهمة صعبة. هل سيكون لدينا مبرمجون لهم قدرة وعزم
+ليتمكنوا من إكمال المهمة؟ بالتأكيد&mdash;فقط إذا تمكنا من بناء شعور قوي بأن
+حرية البرمجيات هي مسألة مبدأ، وأن المحركات اﻻحتكارية هي أمر غير مقبول على
+اﻹطلاق. إذاً هل سيقوم أغلبنا ببذل المال، أو القليل من الزمن، حتى نتمكن
+جميعاً من استخدام المحركات الحرة؟ بالتأكيد، إذا كان اﻹصرار على نيل الحرية
+شعوراً عاماً.</p>
+<p>
+(ملحوظة في عام 2008م: هذه المشكلة تمتد حتى نظام اﻹدخال واﻹخراج اﻷساسي
+(BIOS). هناك نسخة حرة من النظام اﻷساسي على <a
+href="http://www.libreboot.org/">موقع ليبري بوت (LibreBoot)</a> (إصدارة من
+كوربوت coreboot). المشكلة تكمن في كيفية الحصول على مواصفات اﻷجهزة حتى يتمكن
+أعضاء فريق ليبري بوت من دعمها بدون استخدام البرامج الثنائية
+&ldquo;(blobs)&rdquo; غير الحرة).</p>
+
+<h3>المكتبات البرمجية غير الحرة</h3>
+<p>
+المكتبات البرمجية غير الحرة والتي تُستخدم على أنظمة التشغيل الحرة تعمل كشرك
+ﻻصطياد مطوري البرمجيات الحرة. في هذه الحالة، تعمل خصائص المكتبة الجذابة
+كطعم، بحيث أنك إذا قمت باستعمال المكتبة، عندها تكون وقعت في الشرك، ﻷن
+برنامجك عندها لن يصبح جزءاً من أنظمة التشغيل الحرة. (بصورة أدق، يمكننا أن
+ندرج برنامجك في النظام، ولكن البرنامج لن يتمكن <em>من العمل</em> في غياب
+المكتبة المعنية). اﻷسوأ من هذا حينما يصبح البرنامج الذي يستخدم المكتبة
+اﻻحتكارية مشهوراً، حينها سيقوم هذا البرنامج بإغراء المبرمجين اﻵخرين ليقعوا
+في نفس الشرك.</p>
+<p>
+أول مثال لهذه المشكلة كان في الثمانينيات، مع مجموعة أدوات موتيف (Motif). رغم
+أنه لم يكن هناك أنظمة تشغيل حرة في ذلك الوقت، إﻻ أنه كان من الواضح حجم
+المشكلة التي ستسببها موتيف للأنظمة الحرة فيما بعد. كان رد مشروع جنو على
+مستويين: بالطلب من مشاريع البرمجيات الحرة المنفردة أن تدعم مجموعة أدوات إكس
+الحرة (X Toolkit) باﻹضافة لدعمها لموتيف؛ وبالطلب من بعضهم أن يقوموا بتطوير
+بديل حر لموتيف. هذه المهمة استغرقت العديد من السنوات، إﻻ أن ليسموتيف
+(LessTif)، المطور من قبل مجموعة المبرمجين التواقين (Hungry Programmers) صار
+من القوة بحيث أصبح يدعم أغلبية تطبيقات موتيف بحلول عام 1997م.</p>
+<p>
+بين عامي 1996م و1998م ظهرت مجموعة أدوات غير حرة أخرى، تُعنَى ببرمجة الواجهات
+الرسومية (<abbr title="Graphical User Interface">GUI</abbr>). هذه المجموعة
+سميت كيوت (Qt) وأصبحت تستخدم في مجموعة مقدرة من البرمجيات الحرة، بما فيها
+بيئة سطح المكتب "كيه" (<abbr title="K Desktop Environment">KDE</abbr>).</p>
+<p>
+لم يكن باﻹمكان استخدام بيئة كيه (KDE) على أنظمة جنو/لينكس الحرة؛ وذلك ﻷننا
+لم نكن نستطيع استخدام مكتبة كيوت. إﻻ أن بعض إصدارات جنو/لينكس، والتي لم تكن
+تمانع استخدام البرمجيات غير الحرة، قامت بإضافة بيئة كيه إلى تلك
+اﻷنظمة&mdash;مما نتج عنه أنظمة ذات قدرات أعلى، ولكنها ذات حرية أقل. مجموعة
+بيئة كيه كانت تشجع المبرمجين بقوة لكي يستخدموا مكتبة كيوت، مما نتج عنه أن
+الملايين من &ldquo;مستخدمي لينكس&rdquo; الحديثين لم يكن لديهم أدنى فكرة بحجم
+وطبيعة المشكلة. كان الوضع يبدو سيئاً للغاية.</p>
+<p>
+استجاب مجتمع البرمجيات الحرة لهذه المشكلة بطريقتين: بيئة سطح مكتب جنوم
+(GNOME)، ومشروع هارموني (Harmony).</p>
+<p>
+مشروع جنوم (وهو اختصار لعبارة بيئة نموذج الكائن الشبكي، أو GNU Network
+Object Model Environment) هو مشروع بيئة سطح المكتب الخاص بجنو. في عام 1997م
+بدأ ميجيل دي إيكازا هذا المشروع بدعم من شركة ريدهات (Red Hat)، وكان الغرض
+توفير إمكانيات مشابهة لسطح المكتب، ولكن باستخدام برمجيات حرة حصرياً. هناك
+بعض الميزات التقنية أيضاً، مثل أن جنوم يدعم مجموعة مختلفة من لغات البرمجة،
+وأنه ليس محصوراً على لغة سي++. ولكن الغرض اﻷساسي من المشروع كان الحرية: أﻻ
+يضطر أحد ﻻستخدام أي برمجيات غير حرة.</p>
+<p>
+مشروع هارموني هو عبارة عن مكتبة توافقية بديلة، تم تصميمها لتجعل باﻹمكان
+تشغيل برامج بيئة كيه بدون الحوجة ﻻستخدام مكتبة كيوت.</p>
+<p>
+في عام 1998م أعلن مطورو مكتبة كيوت عن إجراء تغيير في رخصتهم، والذي كان من
+شأنه أن يجعل من كيوت برمجية حرة. على الرغم من أنه من الصعب معرفة الحقيقة، إﻻ
+أنني أعتقد أن هذه الخطوة كان سببها (على اﻷقل جزئياً) موقف المجتمع الصارم
+إزاء المشكلة التي سببتها مكتبة كيوت حينما كانت غير حرة. (ﻻ زالت الرخصة
+الجديدة غير مريحة وغير منصفة، وعليه ﻻ زال من اﻷفضل تفادي استخدام كيوت).</p>
+<p>
+[ملحوظة لاحقة: في سبتمبر 2000م، تحول ترخيص كيوت إلى رخصة جنو العامة، مما نتج
+عنه حل هذه المشكلة جذرياً].</p>
+<p>
+السؤال اﻵن: كيف سنستجيب للمكتبة البرمجية غير الحرة التي ستأتي تالياً؟ هل
+سيتفهم المجتمع بكليته أهمية البقاء بعيداً عن هذا الشرك؟ أم أن بعضنا سيقرر
+التنازل عن حريتهم من أجل الراحة وسهولة اﻻستخدام، مما سينتج عنه مشكلة كبيرة
+بكل تأكيد؟ إن مستقبلنا يعتمد تماماً على فلسفتنا.</p>
+
+<h3>براءات اختراع البرمجيات</h3>
+<p>
+إن أكبر تهديد نواجهه يأتي من قبل براءات اختراع البرمجيات، والتي من شأنها أن
+تجعل الخوارزميات والميزات بعيدة عن متناول البرمجيات الحرة لمدة قد تصل إلى
+عشرين عاماً. على سبيل المثال، فإن خوارزمية الضغط المعروفة باسم
+لمبيل-زيف-ويلش (LZW) تم تسجيلها كبراءة اختراع في العام 1983م، وﻻ زلنا اليوم
+عاجزين عن إصدار برامج حرة يمكنها إنتاج ملفات جيف (<abbr title="Graphics
+Interchange Format">GIF</abbr>) مضغوطة بهذه الخوارزمية. [انتهت صلاحية براءة
+اﻻختراع هذا في العام 2009م]. مثال آخر حدث في العام 1998م، حيث اضطررنا ﻹيقاف
+توزيع برنامج ﻹنشاء ملفات إم بي 3 الصوتية (<abbr title="MPEG-1 Audio Layer
+3">MP3</abbr>)، وذلك بسبب التهديد برفع قضية سرقة براءة اﻻختراع. [براءة
+اﻻختراع هذه انتهت صلاحيتها في العام 2017م. يمكنك أن ترى طول الفترة التي
+اضطررنا ﻻنتظارها حتى تنتهي صلاحية الوثائق].
+</p>
+<p>
+هناك طريقتان للتعامل مع براءات اﻻختراع: يمكننا البحث عن ما يثبت أن براءة
+اﻻختراع باطلة، أو يمكننا أن نبحث عن طرق بديلة ﻹنجاز نفس المهمة. المشكلة أن
+كلا هاتين الطريقتين تعملان في حالات معينة، وحينما تفشل الطريقتان، عندها يمكن
+لبراءة اﻻختراع أن تجبر البرمجيات الحرة على أن تفقد بعض الميزات والخصائص التي
+يحتاجها المستخدمون. بالطبع، حينما ننتظر لفترة طويلة فإن براءات اﻻختراع تنتهي
+صلاحيتها (من المتوقع أن تنتهي صلاحية براءات اختراع إم بي 3 في 2018م)، ولكن
+ما الذي سنفعله حتى يأتي تاريخ انتهاء الصلاحية؟</p>
+<p>
+هؤﻻء الذين يقدرون البرمجيات الحرة من أجل الحرية بيننا سوف يلتزمون باستخدام
+البرمجيات الحرة في جميع اﻷحوال، وسنتمكن من أداء عملنا بدون الاضطرار ﻻستخدام
+الميزات والخصائص المسجلة تحت براءات اﻻختراع. ولكن الذين يقدرون البرمجيات
+الحرة ﻷنهم يتوقعون منها أن تكون أفضل من ناحية تقنية، هؤﻻء من سيصف البرمجيات
+الحرة بالفشل حينما تعجز عن أداء وظيفةٍ ما بسبب براءات اﻻختراع. وعليه، فرغم
+إيجابية الحديث عن الفوائد العملية لنموذج &ldquo;البازار&rdquo; في التطوير،
+وقوة ودقة أداء بعض البرمجيات الحرة، إﻻ أننا يجب أﻻ نتوقف هنا. ﻻ بد من أن
+نمضي قدماً ونتحدث عن الحرية والمبادئ.</p>
+
+<h3>الوثائق الحرة</h3>
+<p>
+إن أكبر نقص في نظام تشغيل جنو الحر ليس عجز البرامج&mdash;إنما هو قلة
+الكتيبات الحرة الجيدة، والتي يمكننا أن نجعلها جزءاً من أنظمة تشغيلنا. عملية
+التوثيق هي جزء ﻻ يتجزأ من أي حزمة برمجية، وحينما تعجز حزمة برمجية مهمة عن
+توفير كتيب جيد وحر، فإن هذه تعتبر ثغرة كبيرة. للأسف نحن لدينا العديد من هذه
+الثغرات حالياً.</p>
+<p>
+الوثائق الحرة، مثلها مثل البرمجيات الحرة، تُعنى بالحرية وليس بالمال. المعيار
+اﻷساسي للوثائق الحرة هو تقريباً نفسه المستخدم للبرمجيات الحرة: ﻻ بد من إعطاء
+جميع المستخدمين حريات معينة. ﻻ بد من السماح بإعادة التوزيع (بما يشمل البيع
+التجاري)، عبر اﻻنترنت أو في صورة مطبوعة، لنضمن أن الكتيب سيترافق مع جميع نسخ
+البرنامج في جميع اﻷحوال.</p>
+<p>
+السماح بإجراء التعديلات مهم أيضاً. كقاعدة عامة، أنا ﻻ أؤمن أنه من الضروري
+إعطاء الجميع إذناً بتعديل كل أنواع الكتب والمقالات. على سبيل المثال، أنا ﻻ
+أعتقد أنني أنا أو أنت مضطران ﻹعطاء اﻹذن بتعديل مقالات كهذه المقالة، ﻷنها
+تعكس تصرفاتنا ورؤانا الشخصية.</p>
+<p>
+على الرغم من هذا، فإن هنالك سبباً يجعل حرية التعديل شيئاً أساسياً فيما يتعلق
+بتوثيق البرمجيات الحرة. حينما يمارس الناس حقهم في تعديل البرنامج بحيث يقومون
+بإضافة أو تعديل خصائصه ومميزاته، فإن الملتزمين أخلاقياً منهم سيقومون بتعديل
+الكتيب أيضاً&mdash;بحيث يستطيعون توفير وثائق صحيحة ومفيدة تعكس تعديلاتهم
+التي أجروها على البرنامج. الكتيبات غير الحرة، والتي ﻻ تسمح للمبرمجين بأن
+يكونوا ملتزمين أخلاقياً ويقوموا بإكمال مهامهم حتى النهاية، هذه الكتيبات ﻻ
+تفي باحتياجات مجتمعنا الحر.</p>
+<p>
+بصورة عامة، ليس هنالك مشكلة في وضع بعض القيود على الطريقة التي يتم بها إجراء
+التعديلات على الوثائق الحرة. على سبيل المثال، اشتراط اﻹبقاء على حقوق الملكية
+الخاصة بالمؤلف اﻷصلي، وشروط التوزيع، وقائمة المؤلفين، كل هذه اﻷشياء مقبولة
+وﻻ غبار عليها. بالمثل، ليس هناك مشكلة في إلزام النسخ المعدلة بأن تعلم
+المستخدم بأنها نسخ معدلة من اﻷصل، كما يمكن اشتراط عدم تعديل أو حذف أجزاء
+كاملة من اﻷصل، طالما أن هذه اﻷجزاء ﻻ تتضمن مواضيعاً تقنية. هذه القيود ﻻ غبار
+عليها؛ ﻷنها لن تشكل مشكلة بالنسبة للمبرمجين الملتزمين الذين يرغبون بتعديل
+الكتيب المعني ليلائم البرنامج المعدل. بعبارة أخرى، مثل هذه القيود ﻻ تمنع
+مجتمع البرمجيات الحرة من اﻻستفادة الكاملة من الكتيب.</p>
+<p>
+على الرغم من ذلك، فلا بد من التأكد أنه باﻹمكان تعديل المحتوى <em>التقني</em>
+للكتيب، ومن ثم توزيع الكتيب الجديد عبر الوسائط المعتادة، باستخدام القنوات
+المألوفة. من دون هذه اﻹمكانية، تصبح هذه القيود عائقاً أمام المجتمع، ويصبح
+الكتيب غير حراً، وعندها سنحتاج لكتيب آخر.</p>
+<p>
+هل سيكون مبرمجو البرمجيات الحرة بالوعي والتصميم الكافي ﻹنتاج طيف متكامل من
+الكتيبات الحرة؟ للمرة الثانية، يبدو أن مستقبلنا يعتمد على فلسفتنا.</p>
+
+<h3>يجب أن نتحدث عن الحرية</h3>
+<p>
+اﻷرقام التقديرية تخبرنا أن هناك عشرة ملايين مستخدم ﻷجهزة جنو/لينكس اليوم،
+بما يشمل ديبيان (Debian) جنو/ليكنس و ريدهات (Red Hat)
+&ldquo;لينكس&rdquo;. البرمجيات الحرة قد وصلت مرحلة من التميز العملي بحيث صار
+المستخدمون يهرعون إليها ﻷسباب عملية بحتة.</p>
+<p>
+النتائج اﻹيجابية لهذا اﻷمر واضحة، مثل اﻻهتمام المتزايد بتطوير البرمجيات
+الحرة، وازدياد أعداد زبائن شركات البرمجيات الحرة، وزيادة القدرة على إقناع
+الشركات بتطوير برمجياتهم الحرة بشكل تجاري، عوضاً عن تطوير برمجياتهم بصورة
+احتكارية.</p>
+<p>
+ولكن اﻻهتمام بالبرمجيات يتنامى بصورة أسرع من الوعي بالفلسفة التي تكمن وراءه،
+وهذا قد يقودنا لمشاكل جمة. قدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر المذكورة
+أعلاه تعتمد على إرادتنا للوقوف يداً واحدة من أجل الحرية. لكي نتأكد من أن
+مجتمعنا يمتلك هذه اﻹرادة، يجب علينا أن ننشر الفكرة في وسط المستخدمين الجدد
+حال انضمامهم للمجتمع الحر.</p>
+<p>
+ولكننا للأسف نفشل في فعل هذا اﻷمر: المجهودات المبذولة لجذب المستخدمين الجدد
+وضمهم لمجتمعنا تفوق وتتجاوز المجهودات المبذولة لتعليمهم المبادئ اﻷولية
+لمجتمعنا. يتوجب علينا أن نقوم بالمجهودين معاً، كما يتوجب علينا أن نحافظ على
+التوازن بينهما.</p>
+
+<h3>&ldquo;المصادر المفتوحة&rdquo;</h3>
+<p>
+محاولة تعليم المستخدمين الجدد مبادئ الحرية أصبحت أكثر صعوبة في العام 1998م،
+حينما قرر جزء من مجتمع البرمجيات الحرة أن يتوقفوا عن استخدام تعبير
+&ldquo;البرمجيات الحرة&rdquo;، واستخدموا تعبير &ldquo;البرمجيات مفتوحة
+المصدر&rdquo; عوضاً عنه.</p>
+<p>
+بعض الذين فضلوا استخدام التعبير الجديد حاولوا أن يتفادوا أي ارتباك قد ينجم
+من استخدام لفظة &ldquo;حرة&rdquo; عبر استبدالها بلفظة
+&ldquo;مجانية&rdquo;&mdash;وهو هدف مشروع. ولكن البعض اﻵخر حاولوا أن يضعوا
+روح المبادئ التي ألهمت إنشاء حركة البرمجيات الحرة ومشروع جنو إلى الجانب،
+وفضلوا أن يتقربوا إلى المدراء التنفيذيين والزبائن والذين يمتلك العديد منهم
+أيديولوجيات فكرية تجعلهم يقدمون المكسب على الحرية والمجتمع والمبادئ. نتيجة
+لذلك، فإن روح &ldquo;المصادر المفتوحة&rdquo; تكمن في تركيزها على إنتاج برامج
+ذات جودة عالية وفعالة، ولكنها لا تلقي بالاً للحرية والمجتمع والمبادئ.</p>
+<p>
+إن مجلات &ldquo;لينكس&rdquo; تشكل مثالاً واضحاً على هذا&mdash;جميعها تمتلئ
+بإعلانات البرامج اﻻحتكارية التي تعمل على أنظمة جنو/لينكس. حينما تظهر النسخة
+القادمة من موتيف أو كيوت أو أي برنامج آخر مشابه، هل ستقوم هذه المجلات بتحذير
+المبرمجين من استخدام هذه البرامج، أم أنها ستعرض إعلانات لها؟</p>
+<p>
+إن الدعم الناتج عن التجارة من شأنه أن يساعد مجتمع البرمجيات الحرة بعدة طرق،
+وهذا اﻷمر يمكنه أن يكون مفيداً على عدة مستويات. ولكن اكتساب الدعم عبر تقليل
+الحديث عن الحرية والمبادئ يمكنه أن يجعل اﻷمر كارثياً؛ ﻷنه يزيد الفجوة بين
+الممارسة والتوعية بالحقوق التي تحدثنا عنها سابقاً.</p>
+<p>
+إن &ldquo;البرمجيات الحرة&rdquo; و&ldquo;المصادر الحرة&rdquo; تتحدثان، بصورة
+عامة، عن نفس الفئة من البرمجيات، إﻻ أن أقوالهما تختلف عن البرمجيات
+والمبادئ. إن مشروع جنو يستمر في استخدام تعبير &ldquo;البرمجيات الحرة&rdquo;
+لتأكيد أن الحرية، وليس التكنولوجيا فحسب، أمر مهم وأساسي.</p>
+
+<h3>حاول!</h3>
+<p>
+حكمة يودا (&ldquo;ليس هنالك ما يسمى &lsquo;بالمحاولة&rsquo;&rdquo;) تبدو
+جيدة، ولكنها ﻻ تصلح في حالتي. لقد قمت بتنفيذ معظم أعمالي وأنا قلق من قدرتي
+على أداء المهمة، كما أنني لم أكن متأكداً من أن مجهوداتي ستنجح في الوصول
+ﻷهدافها. ولكنني استمررت في المحاولة، ﻷنه لم يكن هناك شخص آخر يحول بين العدو
+والمدينة. رغم أنني لم أكن متأكداً من النجاح، إﻻ أنني نجحت في الكثير من
+مساعيّ.</p>
+<p>
+في أحيان أخرى، فشلت مجهوداتي، وسقطت بعض المدن التي كنت أقوم بحمايتها. ولكنني
+كنت أجد مدينة أخرى مهددة من العدو، وكنت أجهز نفسي لمعركة أخرى للدفاع
+عنها. مع مرور الوقت، تعلمت كيف أبحث عن التهديدات والمخاطر، وكيف أضع نفسي ما
+بين العدو والمدينة، في نفس الوقت الذي أنادي فيه القراصنة المبرمجين اﻵخرين
+ليأتوا ويشاركوني المهمة.</p>
+<p>
+اليوم، لم أعد المدافع الوحيد عن القضية. من المريح والمفرح أن أرى حشداً من
+القراصنة المبرمجين يقومون بحفر الخنادق لتعزيز دفاعاتهم، مما يجعلني أدرك أن
+هذه المدينة سوف تظل صامدة&mdash;اﻵن على اﻷقل. ولكن المخاطر تتزايد عاماً بعد
+عام، واﻵن تقوم شركة مايكروسوفت (Microsoft) باستهداف مجتمعنا بصورة مباشرة. ﻻ
+يمكننا أن نأخذ مستقبل الحرية على أنه شئ مضمون. ﻻ تتعامل معه على أنه شئ
+مضمون! إذا كنت ترغب بالمحافظة على حريتك، ينبغي عليك أن تجهز نفسك للدفاع
+عنها.</p>
+
+<div class="translators-notes">
+
+<!--TRANSLATORS: Use space (SPC) as msgstr if you don't have notes.-->
+ </div>
+</div>
+
+<!-- for id="content", starts in the include above -->
+<!--#include virtual="/server/footer.ar.html" -->
+<div id="footer">
+<div class="unprintable">
+
+<p>الرجاء ارسال اﻻستفسارات العامة حول مؤسسة البرمجيات الحرة ونظام جنو إلى
+البريد اﻹلكتروني <a href="mailto:gnu@gnu.org">&lt;gnu@gnu.org&gt;</a>. هناك
+<a href="/contact/">طرق أخرى للتواصل</a> مع مؤسسة البرمجيات الحرة. للتبليغ
+عن رابط ﻻ يعمل أو أي تعديلات أو اقتراحات أخرى، يرجى إرسال رسالة إلى البريد
+اﻹلكتروني <a
+href="mailto:webmasters@gnu.org">&lt;webmasters@gnu.org&gt;</a>.</p>
+
+<p>
+<!-- TRANSLATORS: Ignore the original text in this paragraph,
+ replace it with the translation of these two:
+
+ We work hard and do our best to provide accurate, good quality
+ translations. However, we are not exempt from imperfection.
+ Please send your comments and general suggestions in this regard
+ to <a href="mailto:web-translators@gnu.org">
+
+ &lt;web-translators@gnu.org&gt;</a>.</p>
+
+ <p>For information on coordinating and submitting translations of
+ our web pages, see <a
+ href="/server/standards/README.translations.html">Translations
+ README</a>. -->
+نحن نبذل أقصى جهدنا لنوفر ترجمة دقيقة وعالية الجودة، ولكن هذا ﻻ يعني أننا
+نخلو من العيوب. يرجى إرسال تعليقاتكم واقتراحاتكم العامة بخصوص هذه الترجمة
+إلى <a
+href="mailto:web-translators@gnu.org">&lt;web-translators@gnu.org&gt;</a>.</p><p>لمعلومات
+أكثر حول كيفية التعاون معنا وللمشاركة في ترجمة المقالات على هذا الموقع، يرجى
+قراءة دليل الترجمة (<a
+href="/server/standards/README.translations.html">Translations README</a>).</p>
+</div>
+
+<!-- Regarding copyright, in general, standalone pages (as opposed to
+ files generated as part of manuals) on the GNU web server should
+ be under CC BY-ND 4.0. Please do NOT change or remove this
+ without talking with the webmasters or licensing team first.
+ Please make sure the copyright date is consistent with the
+ document. For web pages, it is ok to list just the latest year the
+ document was modified, or published.
+
+ If you wish to list earlier years, that is ok too.
+ Either "2001, 2002, 2003" or "2001-2003" are ok for specifying
+ years, as long as each year in the range is in fact a copyrightable
+ year, i.e., a year in which the document was published (including
+ being publicly visible on the web or in a revision control system).
+
+ There is more detail about copyright years in the GNU Maintainers
+ Information document, www.gnu.org/prep/maintain. -->
+<p>Copyright &copy; 1998, 2001, 2002, 2005, 2006, 2007, 2008, 2010, 2014, 2015,
+2017, 2018, 2020 ريتشارد ستالمان</p>
+
+<p>هذا المُصنَّف مرخص بموجب <a rel="license"
+href="https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/deed.ar">رخصة المشاع
+الإبداعي نَسب المُصنّف - منع الاشتقاق 4.0 دولي</a>.</p>
+
+<!--#include virtual="/server/bottom-notes.ar.html" -->
+<div class="translators-credits">
+
+<!--TRANSLATORS: Use space (SPC) as msgstr if you don't want credits.-->
+<strong>ترجمة</strong>: محمد عصام<a
+href="mailto:mohammed_isam1984@yahoo.com">&lt;mohammed_isam1984@yahoo.com&gt;</a>,
+2018. مراجعة: لبنى محمد.</div>
+
+<p class="unprintable"><!-- timestamp start -->
+تم التحديث في:
+
+$Date: 2020/09/10 02:29:00 $
+
+<!-- timestamp end -->
+</p>
+</div>
+</div>
+<!-- for class="inner", starts in the banner include -->
+</body>
+</html>